الثلاثاء، 23 يوليو 2013

الملحون اصل التسمية ودراسة تحليلية

دراسات عن الملحون

1 ـ ما هو الملحون
بقلم الأستاذ المرحوم محمد الفاسي

ما هو الملحون ؟ و لماذا يسمى بهذا الاسم ؟
أول ما يتبادر إلى الذهن أنه شعر بلغة لا إعراب فيها؛ فكأنه كلام فيه لحن . و هذا الاشتقاق باطل من وجوه، لأننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون ، و إنما باللهجات العامية ، و لم يرد هذا التعبير عند أحد من الكتاب القدماء، لا بالمشرق و لا بالمغرب ؛ و لا يعقل أن يسمي أحد شعره بكلمة تنم عن الجهل. و الذي أراه أنهم اشتقوا هذا اللفظ من التلحين بمعنى أن الأصل في هذا الشعر الملحون أن ينظم ليتغنى به قبل كل شيء. و نجد ما يؤيد هذا النظر في قول ابن خلدون في (المقدمة) في الفصل الخمسين : "في أشعار العرب و أهل الأمصار لهذا العهد" ، بعد أن تكلم عن الشعر باللغة العامية فقال :
  "و ربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على الصناعة الموسيقية " . و معنى هذا أنهم لا يدخلون أشعارهم في موازين الموسيقى المعروفة ، من بسيط و بطايحي و نحوهما ، و إنما يجعلون لها ألحانا خاصة سنتعرض لها بعد هذا بالنسبة للملحون المغربي الذي يعنينا هنا....
  و من أسماء هذا الشعر عندهم (الموهوب)  ؛ و هذه العبارة تدل دلالة واضحة على أنهم يعتبرون الشعر كهبة من الله ، و ليس هو مجرد نظم و إنما هو إيحاء و إلهام ، كأنه يجري على لسان الشاعر عفوا ، لذلك يسمونه أيضا (السجية) ن و يميزون بين الأشياخ الذين يقولون الشعر و الذين يحفظونه و يغنونه بقولهم (شيخ السجية) للشاعر و (شيخ القريحة) للمغني. و يطلقون عليه كذلك لفظة (الكلام) ، ك أن الشعر هو الكلام الحقيقي الذي يستحق أن يحمل هذا الاسم، و غيره كأنه لغو، و كل هذه العبارات تدل على تقدير الشعب لهذا الشعر و نظره غليه بعين افكبار و الإجلال.
  و في الحقيقة، دراستنا للملحون من بين الإنتاجات الأدبية الشعبية، فيه تجوز ، إذ أخص مميزات الأدب الشعبي أنه لا يعرف قائله، و هذا هو الشأن في الحكايات و في الأمثال و في العروبيات التي تغنيها النساء، و في نحو هذه الأنواع الأدبية الشعبية حقا؛ أما الملحون فلا يربطه بالناحية الشعبية إلا كون قائليه في الغالب من عامة الشعب، و ليسوا في الغالب من المثقفين ، بل كانوا اميين ، و أما من حيث اللغة العامية فإنها ليست لغة طبقة شعبية منحطة، بل هي لغة أرقى من اللغة التي يتكلم بها حتى المتعلمون ، لأن شعراء الملحون يدخلون في كلامهم كثيرا من الكلمات الفصيحة بعد إجرائها على الأسلوب العامي؛ ثم إن من بين شعراء الملحون من لو ترجم إنتاجهم للغة حية لعدوا من أكابر شعراء الدنيا، فينطبق عليهم من هذه الناحية قول ابن خلدون في (المقدمة) المشار إليه آنفا :
  "اعلم أن الشعر لا يختص باللسان العربي فقط، بل هو موجود في كل لغة سواء كانت عربية أو عجمية" إلى أن يقول "ثم لما كان الشعر موجودا بالطبع في أهل كل لسان ، لأن الموازين ... موجودة في طباع البشر ، فلم يهجر الشعر بفقدان لغة واحدة و هي لغة مضر... فأما العرب أهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر، فيقرضون الشعر لهذا العهد في سائر الأعاريض... و يأتون منه بالمطولات مشتملة على على مذاهب الشعر و أغراضه من النسيب و المدح و الرثاء و الهجاء" ...
    هذا و إن نظم الشعر باللغة العربية العامية وجد في كل عصر و كل قطر، إلا أن أهل الأندلس و المغرب فاقوا غيرهم من هذه الناحية ، و ذلك أنهم بعد أن اهتدوا إلى التحرر من أوزان العروض القديمة الضيقة ، و اخترعوا الموشح، الذي له بحور خاصة ، أخذوا ينظمون بعد ذلك في أوزان تشبه الموشح، و لكن بلغتهم العامية، و هو ما يسمى الزجل. و قد عقد ابن خلدون في مقدمته فصلا للكلام عن هذه الأزجال عند أعراب المغرب و عند أهل حواضر الأندلس و المغرب، و أتى بأمثلة من ذلك يظهر منها أن شعر الأعراب، و إن كان بلغة عامية فهو لا يزال قريبا من الأساليب العروضية الخليلية، كالتزام قافية واحدة في القصيدة و شطرين في البيت. أما زجل الأمصار فابتعد شيئا ما عن هذه الأساليب.
   و ذكر ابن خلدون كيف "استحدث أهل الأمصار بالمغرب فنا آخر من الشعر في أعاريض مزدوجة كالموشح ، نظموا فيه بلغتهم الحضرية أيضا و سموه عروض البلد". و ذكر أن أهل فاس أقبلوا على النظم على هذه الطريقة.... ثم ذكر أن هذا الشعر المستحدث باللغة الحضرية الفاسية "استفحل فيه كثير منهم و نوعوه أصنافا...". و قد أورد أمثلة منه لشعراء من أهل تازة و من أهل زرهون.

(معلمة الملحون، القسم الأول من الجزء الأول، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية ، ص. 29ـ32)


2 ـ موضوعات الملحون
بقلم الأستاذ المرحوم محمد الفاسي

إن الموضوعات التي يطرقها أشياخ الملحون يمكن أن نقول عنها من أول وهلة إن سائر النواحي التي نعتادها في الشعر العربي الفصيح نجد لها مقابلا في الملحون ، فقد نظموا في الشعر الغنائي بسائر أنواعه من وصفه للطبيعة في قصائد تسمى الربيعيات ، أو تحمل أسماء مختلفة كالعرصة و كالرياض و كالصبوحي و كالديجور أي الليل ، و كالفجر، و كالذهبية أي غروب الشمس، و نحو ذلك؛ و نظموا في وصف مجالس الأنس و المرح مع التعرض لذكر محاسن الفاتنات في قصائد تحمل من الأسماء مثل النزهة ، و الزهو، و شعبانة، و الغزال، و المزيان ، و جمهور البنات، و الفصادة و الحجام. و تسمى بهاذين الاسمين الأخيرين القصائد التي يكون موضوعها وصف الحفلات التي كانت تقام بمناسبة الفصد.
  و كثير من قصائد هذا النوع التي موضوعها وصف الجمال تعرف باسم من أسماء النساء ، كزينب و فاطمة ، حتى إنك لا تكاد تجد اسم امرأة لا توجد قصيدة أو عدة قصائد منظومة فيه؛ على أن عددا كبيرا من القصائد التي تعرف باسم امرأة هي من باب النوع الغرامي الذي يعبر فيه الشاعر عن عواطف صادقة ، و لا يكون وصف الجمال إلا عرضا و ليس هو المقصود بالذات. و القصائد الغرامية تحمل أسماء كثيرة، مثل المحبوب، و المعشوق ، و و الجار ، و المرسول،و الجافي و الهاجر، و اللايم، و المرسم أي الحي أو المكان الذي يسكنه المحبوب، و الشمعة حيث يشبه ذوبانها و احتراقها و صفرتها بذات العاشق الولهان الدي لا تنقطع دموعه،و يحترق فؤاده و تذبل سحنته؛ و قد انفرد كثير من الشعراء بأسماء خاصة للقصائد التي عبروا فيها عن هيامهم بمحبوبتهم، مما لا يمكن استيعابه.
  و نظم شعراء الملحون الخمريات، و القصائد في ذلك تسمى الدالية، و الكاس، و الخمرية، و الساقي، والساحي، و الخمارة؛ و قد برع في هذا النوع الأدبي جل كبار الشعراء كالشيخ الجيلالي، والسي التهامي المدغري، وسيدي قدور العلمي، والكندوز، والحاج إدريس الحنش، وغيرهم. و أكثر الشعراء ينظمون في هذا الموضوع لإظهار براعتهم حتى إنني أحصيت نحو الستين ساقيا لثلاثة و ثلاثين من الشعراء.
  أما الهجاء فقد برعوا فيه و تفوقوا، و يسمونه الشحط ، و هو الدق عند أهل مراكش. و إذا كان شعر المدح لم يحفظ لأن فائدته مقصورة على المادح و الممدوح، فإن الهجاء لهم فيه ولوع ويروت فيه الشعر الصادق... و قد ابتكر الغرابلي وبريسولفي مساجلاتهمت معاني جديدة مقتبسة من الحروب البرية و البحرية، فسموا قصائدهم (المهراز) إي المدفع الكبير، و (القرصان) أي السفينة الحربية التي كان القراصنة يغيرون بها على أعدائهم، و سمى الغرابلي إحدى قصائده (الغطاس) قبل أن يخترع و يعرف...
   و زيادة على هذه الأنواع التي توجد في الأدب العربي الفصيح، فقد امتاز شعراء الملحون بطرق مواضيع إنا لا توجد مطلقا في الشعر العربي القديم أو الإنتاج كان فيها ضعيفا قليلا. من ذلك النوع المسرحي الذي مع الأسف لم يلهموا إخراجه في شكل تمثيلي حقيقي، و إنما بقي في طوره الموسيقي المحض، و إن كنت أرى أنهم اقتبسوا هذه المحاورات و المواقف المسرحية التي نجدها في القصائد التي نظمت في هذا النوع من الألعاب التي كانت تجري بفاس و بمراكش أيام عيد الأضحى، و تسمى (الفراجة) أو (ابا الشيخ) حيث تعرض روايات هزلية يقوم بتمثيلها أشخاص معروفون بإتقان أدوار خاصة. و هذا النوع الأدبي يسمى عندهم ترجمة، و المواضيع التي يطرقونها متنوعة ، لكن أكثرها هو ما يسمى (الحراز)، حيث يصورون شخصا يحب امرأة و يحاول الاتصال بها، فيأتي في صور مختلفة ليحصل على ثقة بعلها الذي يمنعها و يحرزها،لذلك يسمى (الحراز) ، فيصده و لا يترك له مجالا حتى يوفق إلى المجيء في صورة ينخدع فيها الحراز...
  و منه القصائد التي تسمى (الضيف)؛ و هي تصور محبوبا يأتي عند محبه متنكرا في صورة من الصور، يطلب منه (ضيف الله)، و تقع بينهما محورات ثم ينكشف له أنه حبيبه جاء عنده في غفلة من الرقباء . و منها القصائد المسماة (القاضي)، حيث يصور الشاعر أنه يحاكم محبوبه عند القاضي، و يقدم حجج محبتهو غرامه حتى يقضي له الحاكم بأنه محق في دعواه.
  و تارة يكون موضوع القصلئد في هذا النوع المسرحي مفاخرة ما بين أشخاص، كالعربية و المدينية ، أي البدوية و الحضرية، أو كالأمة و الحرة، أو كالعجوز و الشابة ، و هكذا ، أو بين أشياء كأزهار و نحوها. و القصائد في هذا المعنى تسمى (خصاما).
      و من المواضيع الطريفة في الملحون الرحلات الخيالية ، و هم يصورون أنهم يوجهون طائرا إما لزيارة مكة و المدينة شوقا إلى تلك البقاع المقدسة ليصف المراحل التي يمر بها إلى أن يصل على الحجاز، أو يوجهونه إلى الحبيب أو إلى الأصدقاء في بلد بعيد؛ و في كل هذه الأحوال توصف الطرق و المنازل التي يمر بها الطائر . و القصائد التي في هذا النوع تحمل عادة أسماء (الورشان) و المرحول و الحمام و الطلعة و نحوها.
   و مما يمتاز به الملحون أيضا ، و هو شبيه بالرحلة من جهة وصف البلاد أو أحياء مدينة من المدن، ما يتخيلونه من أن الحبيبة تركت عند حبيبها حاجة كحلي أو نحوه كتذكار، ثم ضاعت له فأخد يبحث عنها . و تسمى عادة هذه القصائد باسم الشيء الضائع (كالخلخال) و (الدمليج) أي السوار، و (الدواح) و (المقياس)، وهو السوار كذلك،و (السالف)، و يعنون به ظفيرة من شعر المحبوبة....
   و يختص الشعر الملحون بنوع يسمى عندهم (الجفريات) ، و هو التنبؤ بالحوادث المستقبلة . و الواقع أنهم يتخذون هذا الأسلوب كمطية للنقد السياسي، متخذين لهذه الغاية إشارات و رموزا يدركها المعاصرون و يفهمون مغزاها...
  و لما انهزمت فرنسا سنة 1940 في الحرب الأخيرة، أخذ الناس ينتسخون قصيدة جفرية لأحد شعراء مراكش يدعى الموقت، كان يعيش في أوائل هذا القرن و تسمى (الزازية), أي قافيتها زاي، تعرض فيها للانتقاص من الفرنسيين و التنبؤ بهزيمتهم.
 و توجد كذلك قصائد سياسية نظمت بمناسبات وطنية كالقصائد المسماة (التطوانيات) حول حرب المغرب مع إسبانيا سنة 1859 ـ 1860 و قصائد حول فتح بونابارت  لمصر و حول دخول الفرنسيين لوجدة. و قد نظم الشعراء كذلك في مساندة الحركة الاستقلالية أيام النضال. و أشهر من برع في هذا الباب الشاعر الملهم الشيخ العيساوي الفلوس من أهل فاس رحمه الله. و كل الشعراء المعاصرين نظموا في التنويه بجهاد محمد الخامس قدس الله روحه، و وارث سره جلالة الحسن الثاني نصره الله.
  و ينظمون في الألغاز و يسمون عادة هذا النوع (السولان) أو (السوال)، و هذا النوع مطية لإظهار البراعة في الاطلاع على معلومات عن أشياء غريبة يستمدونها من اتصالاتهم و ملازمتهم لبعض العلماء و من مطالعة كتب العجائب و الغرائب.
  و لهم قصائد تعليمية ينظمون فيها التوحيد و السيرة النبوية و المنازل الفلكية. و مثل هذه القصائد الأخيرة تسمى (ترحيل الشمس)، وممن نظم في ذلك المغراوي من القدماء و الحاج أحمد الغرابلي من المحدثين.
  و من المواضيع التي نظم فيها بعضهم ما يسمونه بالقصائد (الحسبية) تسمية للشيء بنقيضه ، و هي من باب رجوع الشيخ على صباه و نحوها ، و هي من الشعر لا ينشد إلا في بعض مجالس اللهو أو بين جماعة من الناس ارتفعت بينهم كل كلفة...
   و أهم نوع برز فيه شعراء الملحون الشعر الملحمي ، و يسمونه الغزوات . و الحقيقة أن القصائد التي موضوعها حروب المسلمين مع الكفار ليست هي كل الشعر الملحمي في الملحون؛ فهناك كذلك قصص... تتعلق بسير الأنبياء و الأولياء، و تتخللها كثير من الخوارق . و من أشهر شعراء الغزوات و القصص الملحمية سيدي عبد العزيز المغراوي ، و له في ذلك (الموؤودة) و (جرير) و (الشدادية)...
  و قد كاد ينعدم هذا النوع ، إذ لم ينبغ فيه ... إلى أوائل هذا القرن أحد إلا ما كان من قصيدة أو قصيدتين تعرف لبعض الشعراء ، وكأنهم كانوا يتعمدون النظم في الغزوات و القصص الملحمية ليبرهنوا على براعتهم ...
  و قد كان رجال الاستعمار أيام الحماية يمنعون إنشاد هذه القصائد في الأسواق ... لأنهم كانوا يخشون بعث العاطفة الوطنية و الدينية  في النواحي التي كانت ما تزال بعيدة عن أثر الدعوة الاستقلالية.

(معلمة الملحون، القسم الأول من الجزء الأول، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية ، ص. 35 ـ 42 ).     

3 ـ الملحون
بقلم الدكتور عباس الجيراري

  و مع هذا فالمغاربة لا يطلقون الزجل في الغالب على غير هذا النوع من الأندلسي المعروف، أما شعرهم الشعبي فيطلقون عليه أسماء أخرى أهمها الملحون ؛ فهذا إبراهيم التادلي في (فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار ) يقول :
  (( و اعلم أن المديح النبوي يكون بالأشعار الموزونة ذات البحور الخمسة عشر ... و يزاد ما أخد من هذه البحور مثل مخلع البسيط و مجزو الرمل و مشطور الرمل و مشطور الكامل. و يكون أيضا من الأزجال و الموشحات و كذا الملحون كالقصائد و البراول ؛ لكن الملحون منه ما يوافق الأوزان الخمسة عشر المتقدمة ومنه ما يخالفها...)).
   و نجد التفرقة بين النوع الأندلسي و المغربي واضحة عند أصحاب الموسيقى الأندلسية الذين يفرقون في الأشعار التي تنشد في هذه الموسيقى بين الأزجال ، يقصدون بها الشعر الأندلسي المعروف بهذا الاسم، و بين البراول ، و هي أشعار عامية مغربية تنشد في بعض ميازين هذه الموسيقى.
  لهذا قد يلاحظ علينا في اتخاذ اسم (الزجل في المغرب) عنوانا لرسالة تبحث في لون من الشعر الشعبي المغربي ، طالما أن المغاربة لا يطلقون (الزجل) على شعرهم الشعبي، طالما أنهم لا يقصدون من هذه التسمية غير النوع الذي عرف في الأندلس. و لكننا نرد على مثل هذه الملاحظة (...)
  ...4 ـ لم يطلق المغاربة تسمية معينة على شعرهم الشعبي و إنما أطلقوا عليها تسميات كثيرة...
     5 ـ قد تكون لتسمية الملحون التي تطلق على القصائد التي كانت تنظم في الأندلس خالية من الإعراب، ما يدعو إلى الظن بأن الشعر الشعبي المغربي ربما كان امتدادا لهذا اللون من القصائد و بالتالي امتدادا للتسمية. و لكن حين ننظر في الشعر الملحون الأندلسي و الشعر الملحون المغربي ، نقيسهما بالزجل في الأندلس ، نجد الملحون المغربي في تعدد أوزانه و تنوع قوافيه و عدم خضوعه لبحور الخليل أقرب إلى الزجل منه إلى الملحون الأندلسي الذي التزم شكل القصيدة المعربة لم يختلف عنها إلا في ابتعاده عن الإعراب...

   6 ـ ليس من شك في أن اسم الزجل غدا في العصر الحديث و في معظم البلاد العربية يطلق على كل ألوان الشعر التي تنظم باللهجات العامية المحلية؛ على الرغم من بعد هذه الألوان شكلا و مضمونا عن الزجل الأندلسي الذي لم يعد ينظم.

 و ليس من شك في أن الناطقين بالعربية في البيئات المختلفة يحسون الفوارق اللغوية التي تحول دون توحيد ألسنتهم ، و أن حماة هذه اللغة يسعون جاهدين إلى هذا التوحيد و خاصة في مجال المصطلحات. و نحن نرى في هذا خطوة بعيدة نحو توحيد الرؤية و التفكير و التعليم فضلا عن محو فوارق التفاهم و التعبير ؛  لذا اعتمادا على هذه التعليلات ، فإنا نفضل إطلاق الزجل على كل أنواع الشعر الشعبي المغربي (...)

  أما الأسماء التي يعرف بها هذا الشعر في المغرب ، سواء عند الجمهور أو عند الأشياخ منشئين ومنشدين فهي :
 أولا : الملحون :
  يقول بوعمرو... :
ملحونا قنادل تضوي فالداج ما خطا سرادق
و الناس رايدة تطفي نور قنادلو فكل غسيق...

و لعلنا قبل الانتقال إلى الألفاظ الأخرى التي أطلقت على هذا الشعر أن نقف قليلا عند أصل التسمية بالملحون . و الحقيقة أنا في محاولة التعليل أمام افتراضين مصدرهما معنيان من معاني اللحن، هما الغناء و الخطأ النحوي. و قد استبعد الأستاذ محمد الفاسي أن تكون التسمية مشتقة من اللحن بالمعنى الثاني(...)   
  و نحن نرى على العكس من هذا أن التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحوي(...)
ثانيا : العلم الموهوب: و يقصدون أنه هبة من الله...
ثالثا: السجية:
رابعا: الكلام :
خامسا: النظم أو النظام
سادسا:الشعر:
سابعا: القريض:
ثامنا :لوزان أي الأوزان
تاسعا: اللغا  : يقصدون الكلام و هي في الأصل اللغة.
عاشرا : العلم الرقيق :
الحادي عشر: لكريحة، سموه كذلك لصدوره عن القريحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق